عسر التعلّم - Learning disabilities
عسر التعلّم هي اضطرابات النمو العصبي التي تؤثر على قدرة الدماغ على تلقي
المعلومات ومعالجتها وتخزينها والاستجابة لها بشكل فعّال. يمكن أن تظهر هذه
الإعاقات في أشكال مختلفة، مثل صعوبات القراءة أو الكتابة أو الحساب أو مهارات
التنظيم والتخطيط وإدارة الفراغ. من المهم أن نفهم أن صعوبات التعلّم لا تشير إلى
نقص الذكاء، بل إلى الاختلاف في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات. قد يواجه الأفراد
الذين يعانون من صعوبات التعلم تحديات في البيئات التعليمية التقليدية، ولكن مع
الدعم المناسب والتسهيلات، لا يزال بإمكانهم النجاح أكاديميًا وفي جوانب أخرى من
الحياة.
غالبًا ما
تكون قصة صعوبات التعلّم قصة كفاح ومثابرة. يواجه العديد من الأفراد الذين يعانون
من صعوبات التعلّم مشاعر الإحباط والشعور بعدم الكفاءة وتدني التقدير للذات بسبب
التحديات التي يواجهونها في البيئات المدرسية او الأكاديمية. ومع ذلك، ومع التشخيص
والتدخل المناسبين، يمكن لهؤلاء الأفراد تعلّم التحدي والتغلب على الصعوبات التي
يواجهونها وتحقيق النجاح. من الضروري للمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع ككل فهم
الاحتياجات الفريدة ونقاط القوة للأفراد ذوي صعوبات التعلّم وتقديم الدعم اللازم لمساعدتهم
على تحقيق إمكاناتهم الكامنة.
على الرغم من التحديات التي تأتي مع صعوبات التعلّم، فقد واصل العديد من
الأفراد الذين يعانون من هذه الظروف تحقيق نجاح كبير في مختلف المجالات. من
الممثلين والرياضيين إلى السياسيين ورجال الأعمال، هناك أمثلة لا حصر لها من الأفراد
الذين تغلبوا على صعوبات التعلّم الخاصة بهم وازدهروا في المهن التي اختاروها. ومن
خلال مشاركة هذه القصص معهم والتصميم، يمكننا إلهام الآخرين الذين يعانون من
صعوبات التعلّم ليؤمنوا بأنفسهم ويحققوا أحلامهم. لا تحدد صعوبات التعلّم ذكاء
الشخص أو قدراته، ومع الدعم الكافي والتفهم والقبول يمكنهم تحقيق ذواتهم.
* عسر التعلّم
يعني أن عملية التعلم عند الطالب متعسّرة وغير سلسة. يجد الطالب صعوبة باكتساب اللغة،
كتابة وقراءة، وصعوبة باكتساب الأسس والمفاهيم الحسابية. فمن الممكن أن تجتمع كل
هذه الصعوبات، أو أن تكون بإحداها فقط. أي بالكتابة، أو بالقراءة أو بالحساب. ويمكن
أن يكون العسر بلغة واحدة فقط، كاللغة العربية مثلا، أو بأكثر من لغة.
د. محمود صبحي سعيد
متخصص بعلم النفس التربوي والعلاجي والصدمي
موقع الجليل للخدمات النفسية