أدت دراسة الرفاهية الذاتية إلى ظهور حركة واسعة ومتعددة الأوجه لعلم النفس
الإيجابي، والتي تطورت أنشطتها من منظورين أساسيين.
الأول، الذي يُعرَّف بالمتعة، يشمل دراسات تهدف بشكل أساسي
إلى تحليل بُعد المتعة، الذي يُفهم على أنه رفاهية شخصية بحتة ومرتبط بالأحاسيس
والعواطف الإيجابية.
أما الثاني، المسمى eudaimonic ، فيفضل
تحليل العوامل التي تؤدي الى تطوير وإدراك الإمكانات الفردية والطبيعة البشرية
الأصيلة وفقًا لمفهوم أرسطو عن السعادة، أي ما هو مفيد
للفرد، بمعنى أنه يثري الشخصية. لا تشمل Eudaimonia الرضا الفردي
فحسب، بل تشمل أيضًا مسار التنمية نحو التكامل مع العالم المحيط. غالبًا ما يُعتبر
المصطلح مشابهًا لمصطلح "السعادة"، لكن مجاله الدلالي أوسع كثيرًا: فهو
ينطوي على عملية تفاعل وتأثير متبادل بين الرفاه الفردي والجماعي، بحيث تتحقق
السعادة الفردية داخل الفضاء الاجتماعي.
العلاج النفسي الإيجابي يساعد على تخفيف الألم الوجداني العاطفي، من خلال التركيز على الموارد المتاحة والمملوكة من الشخص وليس فقط على ما يسبب الانزعاج. هكذا سيتمكن من تطوير مهارات تأقلم جديدة والاستمتاع بالحياة على الرغم من صعوباتها.
د. محمود صبحي سعيد
متخصص بعلم النفس التربوي والصدمي
موقع الجليل للخدمات النفسية