كيف نتصرف ونتدخل مع الأجيال المختلفة بحالات الحوادث المؤلمة؟
مساعدة نفسية للأطفال في التغلب على حدث صادم – د. محمود سعيد
"حادثة
يافة"
أثّرت
سلسلة من الأحداث الصادمة على العديد من المجتمعات حول العالم خلال السنوات
الأخيرة. فالكوارث الطبيعية وأعمال العنف في تزايد وتصاعد ملحوظ، غير أنّ ما يجري
هنا بيننا في بلادنا الحبيبة ومجتمعنا المترابط لا يمكن تسميته بـ"ظاهرة عنف"؛
ذلك لأنّه ليس انعكاس لسلوك أفراد جماعة من المجتمع، بل هو عنفٌ دخيلٌ محاكٌ
ومخطّطٌ له ومنظّم من جهات خارجية يصعبُ حتى على الكبار فهمه والتدقيق فيه،
ويُنفّذ -للأسف- على أيدي مجموعة شاذة عن ثقافة مجتمعنا وطبائعه وسلوكياته. وكما
هو معلوما لديكم، فليس لدينا -للأسف- الأدوات والوسائل اللازمة لحماية أطفالنا من
الألم والخوف الذي يتعرضون له عندما تضربهم المأساة أو تضرب المقربين منهم، لكن
يمكننا -كإختصاصيين نفسيين- تقديم المساعدة اللازمة لهم لمعالجة ما
حدث بأكثر الطرق صحة ممكنة؛ لذا فإنَّ علينا مسؤولية إتاحة الموارد للآباء
والمعلمين والبالغين بشكل عام لمساعدتهم على التحدث إلى الأطفال والمراهقين عن
الأحداث المؤلمة، ولتحديد أي من الأفراد بحاجة إلى دعم أكثر استهدافًا من
المتخصصين.
أرفق
مع هذه الرسالة ملخصًا لمساعدة الأطفال على التعامل مع الأخبار المخيفة، وبعض
النصائح لشرح الأحداث التي يصعب فهمها للأطفال، والدليل التفصيلي الذي يساعد
الأطفال على التعامل مع الأحداث الصادمة، والذي يحتوي على فصل لكل فئة عمرية، ويصف
ما هو المتوقع، وكيفية تعزيز الاستجابات الصحية من الصغار، وكلي أمل في أن تجد هذه
الموارد طريقها خلال هذا الوقت الصعب بشكل خاص، وأن تكون عزيزي الإختصاصي على
استعداد لمشاركتها مع أي شخص قد يحتاج إليها، أمّا رسالتي إلى كل شخص بالغ: يجب أن
تتذكر دائمًا أنَّ أطفالك يعتمدون عليك أكثر من أي شخص آخر.
Ø
الأطفال من يوم إلى عامين:
يشعر المواليد الجدد بمشاعر والديهم ويتفاعلون وفقًا
لذلك. الوالد الهادئ يغرس الأمن. المولود الجديد الذي يشعر بالقلق والحزن لدى
الوالدين سوف يهدأ بصعوبة أو يأكل أو ينام بشكل غير منتظم أو يظهر القليل من
التوسع بحركته.
ماذا
يفعل مقدم الرعاية؟
حاول
أن تظل هادئًا. حتى لو كنت
تحت الضغط أو القلق، تحدث إلى طفلك بصوت هادئ.
استجب
باستمرار لاحتياجاته.
في هذه المرحلة من التطور، يحتاج الأطفال إلى أن يكونوا قادرين على الوثوق بمقدمي
الرعاية لهم من أجل تطوير ارتباط عميق وصحي.
للأم
المرضعة:
استمري
في الإرضاع. الشائعات
التي تقول إن الأحداث المروعة تؤدي إلى تدهور حليب الثدي وتبطئ نمو الطفل وتسبب
إعاقات التعلّم لا أساس لها من الصحة. من المهم جدًا الاستمرار في إرضاع الطفل
للحفاظ على صحته وتعزيز ارتباطه مع الأم. سيتعين على الأمهات الجدد الاهتمام
بصحتهن أكثر من خلال تناول الطعام الصحي وشرب الماء.
انظري
في عين طفلك. ابتسمي له.
لامسيه. لقد أظهرت بعض الأبحاث أن الاتصال البصري أو الاتصال الجسدي والحضور النفسي
المستمر للأم يساعدان الطفل على الشعور بتوازن المشاعر.
Ø
الأطفال من عمر 2 إلى 5 أعوام:
على الرغم من أنَّ الأطفال في هذا العمر يحققون قدرًا
كبيرًا من التقدم النمائي، إلا أنّهم لا يزالون يعتمدون تمامًا على والديهم، مثلهم
مثل الأطفال حديثي الولادة، لذلك تكون استجابتهم للمواقف بناءً على ردود فعل
والديهم؛ فإذا ما أظهر الآباء موقفًا هادئًا وواثقًا سيشعر الأطفال بمزيد من
الأمان، في المقابل فإن الموقف القَلقِ المتوتر يؤدي إلى عدم الشعور بالأمان لدى
الصغار.
المشاعر
السلبية والسلوكيات التي قد تصيب الأطفال 2 و5 أعوام:
§
نوبات غضب أو تهيج.
§
الميل إلى الصراخ والبكاء.
§
مخاوف متزايدة من الظلام أو الوحوش أو الوحدة.
§
زيادة الحساسية للضوضاء، الرياح، السيارات، الدراجات
النارية، الصوت العالي وما شابه ذلك.
§
التحدث باستمرار عن الحدث أو التظاهر بإعادة إحيائه باللعب.
§
اضطرابات الشهية والنوم واستخدام المرحاض.
§
الاعتقاد بأن الحدث المأساوي ليس له نهاية.
ما
يجب القيام به:
- طمأن الطفل. ضمَّه وقل "حبيبي".
- احتضن الطفل واحتويه
قدر الإمكان. كن قريبا.
- أخبره أنك ستعتني
به عندما يشعر
بالحزن أو الخوف. "أنا معك، لن أتركك".
- استخدم جملًا
بسيطة مع الأطفال في
المراحل الأولى من تعلم اللغة، مثل "هياها الماما"، كن حذرًا فيما
تقوله. يسمع الأطفال الصغار كل شيء ويعرفون على الفور ما إذا كان الكبار قلقين، أو
يفسرون ما يسمعونه بطريقتهم الخاصة، أو يخافون بشكل غير معقول من الأشياء التي لا
يفهمونها ببساطة.
- حافظ على الروتين
اليومي قدر الإمكان.
بغض النظر عن كيف وأين تعيش، حاول تحديد أوقات الوجبات والنوم كل يوم وتمسّك بها.
إذا لم يكن لديك مسكن ثابت أو إذا انتقلت إلى مكان آخر، فقم بتأسيس عادات يومية
جديدة. حاول أن تفعل ما كنت تفعله دائمًا مع الأطفال: غنِّ أغانيك المفضلة، وقل
صلوات وقت النوم، وما إلى ذلك.
- اجعل حضورك
محسوسًا في وقت النوم.
قد يُظهر الأطفال الذين عانوا من الصدمة قلقًا أكبر عندما يتعلق الأمر بالنوم.
عندما تضع طفلك في الفراش اقضِ معه وقتًا أطول من المعتاد: أخبره بقصة أو تحدث معه
لبضع دقائق أخرى. مع الأطفال الصغار، يُنصح أيضًا النوم معًا لفترة محدودة، ولكن
مع الوعد بأنهم سيعودون إلى النوم بمفردهم بدءًا من يوم محدد ستقيمونه معًا.
- لا تدع الأطفال
يسمعون الأخبار. لا يمتلك
الصغار تصورًا صحيحًا للحقائق، وقد لا يفهمون أن الصور التي يرونها لا تشير إلى
الحقائق التي تحدث في تلك اللحظة بالتحديد. لا تدعه حتى يستمع إلى الراديو.
- ادفعهم للتعبير
عمّا يشعرون به. جرب سؤالًا
بسيطًا: "ما هو شعورك اليوم؟" تابع أي محادثة حول الأحداث الأخيرة بقصة
ممتعة أو نشاط يمكنك القيام به معًا للمساعدة في تهدئة الأطفال وطمأنتهم. اجعل
أطفالك يروون قصة الأحداث التي حدثت؛ فذلك سيساعدهم على فهم ما حدث والتعامل مع ما
يشعرون به حيال ذلك، وتعتبر اللعبة أيضًا أداة صالحة لمساعدة طفلك على فهم الحادثة،
وإخباره عمّا جرى بكلماته الخاصة.
- اُرسم. غالبًا ما يُعبر الأطفال الصغار عن مشاعرهم بالرسومات،
وهذه فرصة جيدة لتزويدهم بالتفسيرات والطمأنينة. لبدء مناقشة معهم يمكنك التعليق
على إحدى رسوماتهم.
- إذا أساء الطفل
التصرف، فقد يعني ذلك
أنه بحاجة إلى مزيد من الاهتمام.
- ساعده في تسمية
ما يشعر به: خائف؟ غاضب؟
حزين؟ أخبره أنه من الطبيعي أن يشعر بهذه الطريقة، وأن تظهر له الطريقة الصحيحة في
التصرف: "من الطبيعي أن تشعر بالغضب، لكن ليس من المقبول أن تضرب أختك".
- أَشرك الأطفال في
الأنشطة المختلفة،
فمن المهم اللهو مع الأطفال في هذا العمر.
- العب معهم ونظم اجتماعات مع أقرانهم.
- تحدث عن الأحداث
الإيجابية. في أصعب اللحظات،
من المفيد تحديد الأحداث الإيجابية وإظهار الأمل في المستقبل: سوف تساعد الطفل على
التعافي من الصدمة. فقط قل له "نحن معًا" "أنا هنا معك وسأكون
دائمًا هنا". سيساعدك العثور على الجانب الإيجابي أيضًا على شعور والديك
بالتحسن.
ولمساعدة
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-5 أعوام على معالجة فقدان أحد أحبائهم، فننصح
بالآتي:
o
تحدث إليهم بكلمات مناسبة لأعمارهم.
o
ارجع إلى التجارب السابقة لمساعدتهم على الفهم. على سبيل
المثال: التحدث عن وقت فقدان حيوان أليف، أو ذبول الزهور في الفناء، أو تساقط
أوراق الشجر.
o
أعطه تفسيرات بسيطة. على سبيل المثال: "عندما يموت
شخص ما صحيح أنّنا لم نعد نراه، ولكن لا يزال بإمكاننا إلقاء نظرة على صوره
وتذكرها".
o
طمأن الطفل. من السهل أن تلوم نفسك على ما حدث. أخبره أن
الأمر ليس كذلك. كن مستعدًا للإجابة على نفس الأسئلة مرارًا وتكرارًا. هذه هي
الطريقة التي يعالج بها الأطفال المعلومات التي يتلقونها.
Ø
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عامًا:
لقد تعلم الأطفال في هذا العمر التعبير عن أفكارهم
ومشاعرهم بشكل أفضل والتعامل مع الصعوبات بشكل أكثر ملاءمة، لكنهم ما يزالون بحاجة
إلى الراحة والطمأنة والتوجيه من أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية.
استمع
إليهم لتظهر لهم تفانيك وحضورك. عندما تحدث أشياء تزعجهم، فإن الشعور بأن والديهم قريبون ومستعدون
لرعايتهم يطمئنهم كثيرًا.
المشاعر
السلبية والسلوكيات التي قد تصيب الأطفال بين 6 و11 عامًا:
§
القلق وزيادة العدوانية والغضب والتهيج (التنمّر أو
العنف مع الأقران).
§
اضطرابات النوم والشهية.
§
الشعور بالذنب حيال الحدث والحزن أو الميل للبكاء.
§
الخوف من خسارة الدعم وعدم تلقي الرعاية بعد الآن.
§
الخوف من إصابة أو وفاة الأحباء.
§
إنكار الحدث والتعبير عنه جسديًا بالشعور بوجود ألم في
المعدة، صداع، خمول، ربما بسبب الإجهاد.
§
استجواب متكرر، رفض مناقشة
الحدث أو امتناع (عادة بين سن 9 و11).
§
العزلة من التفاعلات الاجتماعية.
§
صعوبات أكاديمية بسبب اختلال بالذاكرة أو التركيز أو رفض
المشاركة في الدروس.
ماذا
تفعل لمساعدته:
- طمأنه وأخبره أنّه
بأمان. يجد الأطفال في
هذا العمر الطمأنينة في الحقائق. استخدم كلمات حقيقية. إنَّ إعلاء وعيهم بما حدث
يريحهم ويقلل من القلق.
- حاول الحفاظ على
"الحياة الطبيعية" قدر الإمكان. إنَّ تحديد أوقات للوجبات والنوم يساعد الأطفال
على الشعور بالأمان، وإذا لم يكن لديك منزل أو انتقلت إلى مكان آخر، فقم بتوحيد
عاداتك اليومية الجديدة ودع طفلك يتدخل في اختيار بعض الجوانب، على سبيل المثال: اختيار
القصة التي يجب قراءتها قبل النوم، هذا يعطي الطفل الشعور بأنه مسيطر في وقت يتسم
بعدم اليقين الشديد.
- لا تسمح له
بالاستماع إلى الأخبار أو قراءة الصحف. بالنسبة للأطفال في سن المدرسة، كلما سمعوا أو قرأوا
أخبارًا سلبية، زاد قلقهم. إن مشاهدة مقاطع الفيديو التي يتم بثها أثناء الأخبار أو
وسائل التواصل على تنوعها، هي تؤكد الأحداث الصادمة وتعمقها؛ لذا فعند مشاهدة الأطفال
الأخبار أو الاستماع إلى الراديو أو قراءة صحيفة حاول الإشراف عليهم حتى تتمكن من
التحدث عنها، ويجب عليك عدم السماح لأطفالك برؤية صور المأساة التي أزعجتهم، من لم
يرى المشهد فالأفضل ألّا يراه، أمّا من رآه فأخضعه إلى التعرّض المطول ليتغلب
عليها.
-
اقضِ الوقت في التحدث مع طفلك.
- أخبره أنك على
استعداد للإجابة على أسئلته والتحدث عن حزنه والاستماع إلى مخاوفه. لتشجيع هذا النوع من المحادثة، يُنصح باختيار لحظة
مشاركة عائلية (على سبيل المثال الغداء أو العشاء) للتحدث عما يحدث في المنزل أو
في المكان الذي تعيش فيه.
- اسأله عمّا يقول
أقرانه حتى تتمكن من
تصحيح أي معلومات غير دقيقة.
- أجب عن أسئلته
بإيجاز ولكن بوضوح وصدق.
عندما يتحدث الطفل معك عن شيء ما، اسأله أولاً عما يعتقده لتفهم تمامًا ما هي
مخاوفه. يسأل الأطفال عادة الأسئلة لأنهم منزعجون من جانب معين.
- أعطه إجابة تطمئنه. إذا كنت لا تعرف كيفية الإجابة على سؤال، اعترف بذلك
بصدق. لا تخمّن أو تكرر أي شائعات لم يتم التحقق منها سمعتها.
- شجّع الأطفال
الذين لا يميلون إلى التحدث عن مشاعرهم. ابدأ مناقشة بمشاركة ما تشعر به، على سبيل المثال: أخبره
أنّك غالبًا ما تفكر في الحدث الصادم، وأنّه يخيفك، وأنّك غالبًا ما تستيقظ في
منتصف الليل لتفكر فيه، ثمّ اسأله كيف يشعر. من خلال القيام بذلك، ستساعد الطفل
على فهم أنّه ليس الوحيد الذي يشعر بالقلق أو الخوف. ومع ذلك، احرص على عدم إعطاء
الكثير من التفاصيل حول مخاوفك.
- اجعل الطفل مشغولًا. من المحتمل أن الأنشطة المعتادة، مثل المدرسة أو
الاجتماعات مع الأقران، قد توقفت. اقترح بدائل صالحة للطفل ونظم مجموعات اللعب مع
أفراد الأسرة الآخرين.
- هدّأ مخاوفه بشأن
سلامة أقرانه. طمأن
الطفل بأن والدي أصدقائه يهتمون به تمامًا كما تفعل لهم.
- أخبر الطفل أن
بلدتك أو مدينتك سوف تتعافى قريبًا. دعهم يعرفون أنّ الكثير من الناس الأخيار يقومون بالعديد من الأشياء
للحفاظ على سلامة الجميع، وأنّ مجموعات المجتمع المدني المختلفة تساعد إذا كان هذا
ينطبق على وضعك.
- شجّع الطفل على
المساعدة. سيساعده ذلك على
الشعور بأنه مفيد ويكون له هدف في وقت قد يشعر فيه بالعجز. يمكن للأطفال الأصغر
سنًا مساعدتك في المهام البسيطة، ويمكن للأطفال الأكبر سنًا التعاون في المشاريع
في مجتمعك.
- ابحث عن الأمل
مرة أخرى. يجب أن يلمح
الأطفال المستقبل لمعالجة مأساة اليوم. إنهم يقدرون التفاصيل في هذا العصر. على
سبيل المثال، إخباره أن المساعدات الطبية في المستشفيات قد تم تحسينها، حيث يعتني
الأطباء بالمرضى. وأن الوضع سيكون صعبًا لفترة من الوقت ولن يستمر.
ولمساعدة
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عامًا على معالجة فقدان أحد أحبائهم، ننصح بالآتي:
o
حاول أن تفهم ما يفكر فيه الطفل.
o
اطرح عليه أسئلة دون افتراض أنك تعرف بالفعل ما يريد
الطفل أن يعرفه. على سبيل المثال، قل "أنا حزين جدًا لوفاة فلان. كيف تشعر؟
من المحزن التفكير، أليس كذلك؟" كن واقعيًا. تجنب استخدام التعبيرات الملطفة
لكلمة الموت، مثل "الذهاب إلى مكان أفضل"، تذكر أن الأطفال مرتبكون
للغاية من الإجابات الغامضة. يمكنك إخباره أن الميت لن يعود، وأنه لا بأس أن تشعر
بالحزن حيال ذلك.
o
كن ملموسًا قدر الإمكان، أن يكن كلامك ظاهرًا ومفهومًا.
استخدم الرسومات لإظهار الجرح. أبلغ طفلك. أخبره أن الغضب والحزن هي مشاعر طبيعية
وأنه إذا أجبر نفسه على عدم الشعور بهما فستزداد حالته سوءًا بعد ذلك.
o
جهّز الطفل من خلال توقع أي تغييرات في عادات وأنشطة
الأسرة. أخبره بما سيعنيه بالنسبة له.
o
طمأن الطفل. ساعده على فهم أنه من الطبيعي أن يواجه
مشاكل في المدرسة مع أقرانه وأفراد أسرته في هذا الوقت.
o
تذكر أحبائك معًا وتواصلوا. صلوا معًا واصطحب طفلك إلى المسجد
أو الكنيسة لإضاءة شمعة. من المحتمل أن يعبر طفلك عن رغبته في كتابة خطاب إلى
قريبه المفقود أو رسم صورة لتعليقها.
o
تحلى بالصبر. قد يعتقد الأطفال حتى سن 11 عامًا أن الموت
يمكن عكسه (أن يعود الميت للحياة) ويواجهون صعوبة في قبول عدم عودة الشخص المحبوب.
كرّر أنه مات ولن يعود وأنك حزين جدًا عليه.
Ø
الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا:
تعتبر المراهقة بالفعل فترة صعبة بالنسبة للأولاد الذين
يعانون من العديد من التغييرات في أجسادهم. إنهم يسعون إلى استقلال أكبر عن
والديهم، ويعتقدون أنه لا يوجد شيء يمكن أن يؤذيهم. لهذه الأسباب، يمكن للأحداث
المؤلمة أن تجعلهم يشعرون بأنهم خارج نطاق السيطرة، حتى لو كانوا يتظاهرون بأنهم
أقوياء. سيشعرون بالسوء تجاه الأشخاص المعنيين، وسيشعرون بالحاجة القوية لإيجاد
سبب يفسر سبب مثل هذه الأحداث.
المشاعر
السلبية والسلوكيات التي قد تصيب الأطفال بين 12 و18 عامًا:
§
إنكار المشاعر الخاصة أفكار ثابتة حول المأساة.
§
الانفصال عن الأصدقاء والعائلة.
§
الغضب أو الإستياء.
§
الإكتئاب أو التعبير عن أفكار انتحارية.
§
الذعر والقلق، بما في ذلك الخوف من المستقبل.
§
المزاجية والتهيّج.
§
تغييرات في الشهية و/أو عادات النوم.
§
صعوبات بالتعلّم ومشاكل أكاديمية وذاكرة وتركيز ورفض
حضور الفصول الدراسية.
§
سلوك اندفاعي محفوف بالمخاطر أو غير قانوني، مثل شرب
الكحول.
ماذا
يجب القيام به؟
- طمأنتُهم وإشعارهم
أننّا معهم وإلى جوارهم. لا يحب المراهقون أن يكونوا ضعفاء ولهذا السبب قد
يتظاهرون بأنهم بخير حتى لو لم يكونوا كذلك. قد يتضايقون إذا عانقتهم، لكن التواصل
مع الكبار لا يزال يطمئنهم. أخبره أنّه كبر الآن وأنك أنت من يحتاج إلى عناق.
- اجعلهم يشعرون
بأنهم مفيدون.
- امنحهم مهامًا
ومسؤوليات صغيرة حول المنزل، وامدحهم على ما يفعلونه وكيف يفعلون ذلك.
- لا تثقل كاهلهم
بمسؤوليات كثيرة، خاصة مع مهام "الكبار"، لأنها قد تزيد من القلق.
- كن حاضرًا ومتاحًا
دائمًا للتحدث معهم حين يحتاجونك. من المعتاد أن يقول المراهقون إنهم لا يريدون
التحدث.
- حاول بدء محادثة
أثناء مشاركتكما بنشاط ما معًا، حتى لا تبدو المناقشة ذات مغزى أو جدلية.
- تنظيم مجموعات مع
الأقران. يجد بعض المراهقين أنه من الأسهل التحدث عندما يكونون مع أقرانهم الآخرين؛
لذا فكّر في تنظيم مجموعة.
- شجعهم على التحدث
إلى البالغين الآخرين الذين تثق بهم، مثل قريب أو مدرس.
- الحد من الاستماع
إلى الأخبار أو قراءة الصحف. بالتأكيد، يتمتع المراهقون بقدرة أفضل على التعامل مع
الأخبار على التلفزيون أو الراديو مقارنة بالأطفال الأصغر سنًا، ولكن أولئك الذين
لم يطوروا بعد علاقة ناضجة مع وسائل الإعلام قد يحاولون التعامل مع القلق بطريقة خاطئة.
في كلتا الحالتين، تحدث إلى طفلك عما سمعه أو شاهده في الأخبار.
- ساعد الأطفال على
أن يكونوا مفيدين. في هذا العمر، يريد الأطفال المساعدة لذا أظهر لهم الأنشطة
التطوعية الأنسب لأعمارهم وميولهم.
- حذّر من تعاطي
المخدرات. المراهقون فئة معرضة بشكل خاص لخطر تناول الكحول والمخدرات التي تجعلهم
غير حساسين للقلق. إذا كان طفلك يتصرف بغرابة، أو يتسلل إلى الأشياء، أو يبدو في
حالة سكر أو منتشي فاطلب مساعدة المختصين على الفور. تحدث مع الشاب بطريقة هادئة،
على سبيل المثال أخبره أن بعض الناس يتعاطون الكحول أو المخدرات بعد وقت صعب
للهدوء أو النسيان، لكنَّ استخدام هذه المواد يمكن أن يكون سببًا للوقوع في مشاكل
أخرى قد تكون أكبر. أخبره أنّه من الأفضل الذهاب في نزهة على الأقدام، أو التحدث
إليك أو مع أصدقائك حول ما يشعر به، أو الكتابة عن آماله في المستقبل، بدل أن يفتك
بنفسه وجسده من تعاطي المخدر.
ولمساعدة
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا على معالجة فقدان أحد أحبائهم،
ننصح بالآتي:
o
تحلّى بالصبر. قد يخشى المراهقون التعبير عن مشاعرهم
تجاه الموت. شجّعهم على التحدث بقول شيء مثل: "أعلم أنّه أمر مروع أنَّ فلان قد
مات"، "يقول الخبراء إنّ الحديث عن مشاعرنا يمكن أن يمنحنا بعض الراحة. كيف
تشعر؟"
o
أظهر نفسك منفتحًا وحسن التصرف.
o
ناقش كيف تشعر حيال الموت، يمكن أن يؤثر ذلك على سلوك
طفلك.
o
كن مرنًا. في هذا الوقت، لا بأس في إظهار المزيد من
المرونة تجاه القواعد والتوقعات الأكاديمية والسلوكية.
o
تذكّر أحبائك معًا. صلوا في المنزل أو المسجد، أشعلوا
شمعة معًا في الكنيسة واجعلوا الأطفال يشاركون في لقاءات إحياء ذكرى المتوفى. قد
يكون من الجيد أيضًا إقامة ذكرى إحياء خاصة في المنزل.
Ø
للمعلمين والطلبة:
·
استأنف الروتين اليومي. يشعر الأطفال براحة أكبر عندما يعرفون ما يمكن توقعه.
ستساعدهم العودة إلى عادات المدرسة على التفكير في أنَّ الأحداث الصادمة لم تستحوذ
على كل جانب من جوانب حياتهم.
·
المحافظة على توقعات الطلاب. ليس من الضروري أن تكون عالية جدًا، ولكن قد يساعد
تكليفهم بالمهام وإشراكهم في أنشطة بسيطة. ابحث عن العلامات التي تدل على أنك
بحاجة إلى دعم أكثر تحديدًا. يجب إحالة الطلبة غير القادرين على القيام بالأنشطة
العادية بسبب الحزن الشديد إلى الاختصاصي النفسي. ويمكن للأطفال معالجة مخاوفهم من
خلال أجسادهم، عبر إظهار أمراض جسدية مثل: الصداع، أو آلام المعدة، أو الإرهاق
المفرط للتعبير غير الواع للقلق.
·
ساعد الطلاب على فهم الأحداث. تحدث عن المساعدات المختلفة التي يتلقاها مجتمعك،
واقترح بعض الأفكار لتطوير آليات الدفاع عن النفس وتقدير الذات.
·
تنظيم نُصْبٍ تذكاري. تساعد النصب التذكارية على تذكر الأحباء والأشياء
المفقودة. يجب أن تكون النُّصُبُ التذكاريةُ في المدرسة موجزةً ومناسبةً لاحتياجات
وعمر مجتمع المدرسة ككل.
·
طمئن الطلبة إلى أنَّ مديرو المدارس يبذلون قصارى جهدهم لضمان
سلامتهم. يشعر الأطفال بخوف أقل عندما يعرفون أنَّ البالغين الذين يثقون بهم
يفعلون ما في وسعهم لرعايتهم.
·
ابقَ على اتصال مع أولياء الأمور.
·
صِفْ برامج وأنشطة المدرسة لأولياء الأمور حتى يكونوا مستعدين لمناقشتها في المنزل. شجّع الآباء
على منع الأطفال من الاستماع إلى الأخبار أو قراءتها.
·
اعتنِ بنفسك. حتى لو كنت مشغولاً بمساعدة طلابك، يجب ألا تنسى نفسَك
أبدًا. قارن نفسك مع الزملاء وادعموا بعضكما البعض.
Ø
ما يمكن للوالدين فعله لمساعدة أطفالهم على التعامل مع
الخوف والحزن:
عند وقوع أحداث مأساوية، يتم اختبار الوالدين مرتين: يجب
أن يتغلبوا على آلامهم ومعاناتهم ويساعدوا أطفالهم على فعل الشيء نفسه. سيكون من
الجيد أن يكون لديك وصفة لمنع الأطفال من المعاناة عندما يفقدون أحد أفراد أسرتهم
أو لتجنيبهم الخوف عند وقوع أحداث مقلقة، خاصة على مسافة قريبة منهم، ولكن للأسف لا
يوجد ذلك، لكن ما يمكنني أن أقدمه لكم هو تجربتي في مساعدة الأطفال على معالجة
الأحداث المزعجة مع تجنّب الانعكاسات أو الإسقاطات السلبية على نفوسهم ونموهم،
تتلخّص فيما يلي:
- لا يمتلك الآباء
الأدوات اللازمة لحماية الأطفال من الألم، ولكن يمكنهم مساعدتهم في التعبير عن مشاعرهم،
وتهدئتهم، ومساعدتهم على الشعور بالأمان؛ من خلال تهيئة الظروف للأطفال للتعبير عمّا
يشعرون به. فيساعدهم الآباء على تطوير آليات صحية للدفاع عن النفس وتقدير الذات ممّا
يجعلهم أكثر ثقة في التعامل مع محن الحياة.
- استمع إلى إشارات
الأطفال، وادعُ الطفل ليخبرك ما إذا كان قد سمع بالمأساة وكيف يشعر.
- تحدّث إلى
الأطفال. عند وقوع أحداث خطيرة تحظى أيضًا باهتمام إعلامي كبير، فإنَّ أول وأهم
نصيحة يمكنني تقديمها لك هي التحدث عنها مع أطفالك. من الأفضل بكثير أن يسمعوا
الأخبار منك وليس من أترابهم أو نظرائهم أو من الأخبار عبر قراءة العناوين
الرئيسية في الصحف والراديو والتلفاز والانترنت. في الواقع، من الأفضل أن يختار
الآباء الكلمات المناسبة لإخبار الأطفال عن الحدث، مهما كان مؤلمًا، وأن يديروا المجال
العاطفي بشكل صحيح.
- امنحه الفرصة
لطرح الأسئلة عليك، وكن مستعدًا للإجابة على الأسئلة المتعلقة بأكثر التفاصيل
إثارة للإعجاب، لكن لا تدفعه وترفض الكلام. والهدف هو تجنّب التلميح إلى الأوهام
التي قد تزعج الطفل.
- حافظ على الهدوء.
لا بأس أن تخبر طفلك أنّك حزين أيضًا، ولكن إذا ناقشت تجربة مؤلمة عاطفية للغاية،
سيميل طفلك في الغالب إلى استيعاب مشاعرك والقليل من الأشياء الأخرى. ومع ذلك، إذا
بقيت هادئًا فسيكون الطفل قادرًا على فهم ما يجب أن تكون النقطة المحورية باتصالك،
وهو أنّ الأحداث المأساوية يمكن أن تجعلنا حزينين للغاية ولكن يمكننا التعلم من
التجارب السيئة والتماسك معًا بقوة لنصبح أقوى.
- طمأن الطفل.
دائمًا ما يكون الحديث عن الموت أمر صعب، لكن شرح حادث مأساوي أو عمل عنيف يكون
أكثر صعوبة بسبب ما يسمى بالأنانية أو المحورية أو المركزية الطفولية التي تدفع
الطفل إلى تفسير الحياة بدءًا من وجهة نظره الخاصة، والتساؤل عمّا إذا كانت أشياء مماثلة
يمكن أن تحدث له أيضًا. لهذا السبب من المهم جدًا طمأنة الطفل، والتأكيد له على أنّ
وقوع هذه الأحداث أمر نادر، وأنّك تقوم بكل ما يلزم لحمايته. إنّ معرفة الأطفال أنَّه
يمكنك التعلم من التجارب السلبية يساعدهم على الشعور بمزيد من الأمان.
- ساعد الأطفال على
التعبير عن مشاعرهم. عندما تتحدث إلى الأطفال عن فقد أحبائهم ساعدهم على تطوير طرق
صحية لتذكرهم، مثل رسم الصور أو سرد الحكايات.
- إذا كنت مؤمنًا
قم بتقوية صلتك بخالقك، فقد يساعدك الذهاب إلى أماكن العبادة.
- لا تعطِ الطفل الكثير
من المعلومات كي لا تسبب إزعاجًا له. وبرغم ذلك حاول الإجابة على أسئلته، وابذل
قصارى جهدك للإجابة بصدق ووضوح. من الطبيعي ألّا يكون لديك إجابة على كل شيء ولكن ما
يهم هو أن تكون حاضرًا واثقًا ومتاحًا للأطفال. مواضيع حساسة مثل هذه لا يتم
استنفادها في محادثة واحدة؛ من المحتمل أن يحتاج أطفالك إلى العودة إلى الموضوع
لقبول تجربة صعبة.
- كن متاحًا. إذا
بدا الطفل حزينًا فإنَّ قضاء بعض الوقت معه في بعض الأحيان يكفي لطمأنته. لدى
الأطفال عادات ويطمئنهم الروتين كثيرًا، وغالبًا ما يكون الاستمرار في الحياة
الأسرية الطبيعية هو الحل الأفضل. لنتذكر أحبائنا معًا.
- ارسم أو ازرع
شجرة أو اسرد حكاية أو اجعل البالونات تطير، كلُّها إيماءات يمكن أن تساعد الطفل
على التعامل مع الحداد بشكل أفضل.
- طمأنه من خلال
توضيح أن الأشخاص الذين يموتون يعيشون في قلوب من يحبونهم. يمكن أن تكون المساعدة
للآخرين هي علاجية: سيكون لدى الأطفال تصور إيجابي عن أنفسهم، ويتعلمون الاستجابة
بطريقة صحية لألمهم.
فلنعمل من أجل الجميع وأنفسنا
08/06/2023 سقوط 5 قتلى في يافة الناصرة
د.
محمود سعيد