كيف نتصرف وننصح
نحن الاختصاصيون في زمن "كورونا"؟
كلنا نخوضُ
أزمةَ الفيروس التاجي (كورونا)، نتفاعلُ ونجتهدْ. لقد بدأتْ في أنفسِنَا مساراتٍ
عدَّةً ولا ندري أين تنتهي، لكننا كاختصاصيين نفسيين تقعُ علينا مسؤوليةٌ أكثر من غيرنا
من الناس؛ بحكم مهنتنا الإنسانية الواعية. المطلوبُ منا حسنُ التدبيرِ، وحسنُ
التعاملِ معها ومع أنفسِنَا وإدارةِ انفعالِنَا ووجدانِنَا جيدًا، لأننا بطبيعةِ
عملِنَا نمثِّلُ نماذجَ تُبيِّنُ كيفيةَ إدارةِ الأزمةِ نفسيًا وجودةِ التعاملِ
معها، ومن ثمَّ إحسانُ التدبيرِ بالدائرة الأولى وهي الأسرةُ والأقرباءْ، وانتهاءً
بالدورِ المهنيِ المسؤولِ الذي يُفيدُ الآخرينَ بالنصيحةِ والتوجيه.
لقد أُرسلتِ
الكثيرُ من البياناتِ والتوجيهاتِ من الوَزاراتِ، وكلُّها جيدةٌ، لكنّها زائدةْ، فكما
قالت العربُ "تزاحمُ الأفكارِ مفسدةٌ للفَهْم"، وهذا ما ننصحُ به بقليلِ
الكلام:
1. تغذيةٌ سليمةٌ
ونومٌ كافٍ.
2. تصرفٌ وقائيٌ
معتدلٌ بعيدٌ عن طرفيِّ اللامبالاةِ والوسوسةْ.
3. التحلي بالتفاؤلِ
والتسليم لله وأمره المفعول (لمن يؤمن).
4. بناءُ الزمنِ
وعملُ تخطيطٍ لكيفية قضاء ساعات اليوم.
5. عدمُ مشاهدةِ
الأخبار طوال اليوم وترك التلفاز مفتوحًا، بل سماع الأخبار مرة أو مرتين فقط.
أمّا بالنسبةِ
للأطفال، فأقترحُ على مربياتِ الروضاتِ والبساتينِ توجيهَ الأهالي لعملِ فعاليةٍ
في البيتِ مع أطفالِهم، بحيث يتمُّ الطلبُ من الطفل:
1. رسمُ فيروس
كورونا كما يتخيَلُه هو.
2. رسمُ إنسانٍ
قريبٍ للفيروس، وكيف يشعر هذا الإنسان.
3. إضافةُ شيءٍ
لهذا الإنسان كي يشعرُ بأنّه أقوى أو أفضل.
لقد قمتُ
بهذا مع ابني، ورأيتُ أنّه مُجْدٍ.
نسأل الله تزويدنا بالقوة لنتخطى هذه المحنة
شكرًا
د. محمود سعيد
مدير مركز الخدمات النفسية اكسال