استشارة مهنية – سؤال وجواب – اختصاصي نفسي ومشرف



استشارة مهنية – سؤال وجواب / اختصاصي نفسي ومشرف

السؤال:

عندي حالة أسرية لأطفال غير مرعيين فعلًا من الوالدين، وهم في أغلب الوقت لوحدهم. ويهتمّ مكتب الشؤون الاجتماعية بتسوية أمرهم، ويقترح دمجهم في مؤسسة أو داخلية لتعنى بهم خارج البيت. ويقترح أيضًا إخراجهم من البيت. ما هو الرأي المهني للاختصاصي النفسي في هذه الحالة؟

نتحدث هنا عن حالة لأطفال مغيّبين في أسرة مع والدين. الأب منغمس بالعمل والكسب المالي الذي يعيل العائلة بشكل جيد، لكنّه غائب أغلب اليوم، وأمٌّ بحالة اكتئاب نفسي وغير متفرغة لمتابعة العائلة، وقد ساءت حالتها النفسية مؤخرًا؛ لذلك قام والداها بأخذها للعيش عندهم بهدف متابعتها لأنّها بحالة نفسية لا تسمح لها بالاهتمام بأبنائها، وهي الآن إنسانة غير قادرة.

الجواب:

لا نوصي بإخراجهم من البيت. إخراج الأطفال بالنسبة لنا كاختصاصيين هي عملية تهجير (قسرية)، وبالتالي سيعيش الأطفال بنفسية المهجَّرين الذين لا ثبات ولا ديمومة بحياتهم. إنّ للوالدين ثقلٌ نفسيٌ إيجابي كبير في حياة الإنسان بالتأكيد، لكن كذلك لا ننسى أنّ للبيت وما يحويه بداخله ولمكان السكن والحي كذلك ثقل وأثر جيّد على النفس. البيت هو حاضنة وبمثابة ركيزة وثبات وأمان واستقرار. فكيف نسلخ إنسانًا عن كل هذا؟

التوصية هي: على المهتمين بشأن هؤلاء الأطفال أن يتدخلوا بالتمكين في المكان نفسه، في بيتهم. إنّ تمكين الأبناء في بيتهم وبيئتهم الطبيعية المألوفة لديهم هو التدخل الصحيح من وجهة نظرنا.

يمكننا التدخل بمجالات مختلفة تصبّ في مصلحة الأطفال، منها:

1.     إرشاد الأب بهدف إعلاء وعيه لأهمية وجوده الكبرى، مع الثناء عليه بعمله وإنفاقه المبارك، لكن نصيحته بتقليل ساعات عمله للهدف الذي لا يقل أهمية.

2.     الاهتمام بإيصال الأطفال بأمهم، مع الأخذ بالحسبان نفسيتها وقدرتها وما إلى ذلك.

3.      تدخل نفسي أسري لكل الأطفال مع الأب معًا، ويوصى بضمّ الأم للتدخل إن كان ممكنًا.

4.     الاهتمام بإيجاد عاملة قادرة للتعامل مع هكذا ظرف. الاهتمام بالبيت للحفاظ عليه كبيئة حاضنة إيجابية، واحتضان الأبناء نفسيًا وإعطائهم حاجتهم الجسدية كأمٍّ أو ما يعوضهم عنها. يجب صيانة هذا العطاء من خلال الإشراف الحثيث للعاملة، وإرشادها من قبل مهني مثل عامل اجتماعي.

5.     إدخال الأبناء في دورات تثقيفية و/أو ترفيهية و/أو تعليمية. المهم والمقصود هنا هو إكسابهم ما يقويهم ويميّزهم.